ثمّة العديد من الأفراد الذين يعانون من مشكلة الحفظ البطيء، مما يجعلهم غير قادرين على القيام بمهامهم وإنهائها في الوقت المناسب لها.
وعلى الرغم من وجود بعض الأشخاص الذين يتمتعون بقدرات كبيرة على الحفظ بسرعة دون اللجوء إلى أي تدريبات.
إلا أن ذلك لايعني أبداً بأن الأفراد الذين يعانون من الحفظ بشكل بطيء لا يمكنهم أن يكونوا مثل أصحاب الحفظ السريع للمعلومات.
ما المقصود بمصطلح الحفظ البطيء؟
يمكن الإشارة إلى الفرد الذي يحفظ بصورة بطيئة على أنه ذلك الشخص الذي يحتاج إلى وقت مضاعف لإنجاز كمية يجب أن يتم إنجازها في نصف الوقت الذي تم إنجازها فيه.
و من الجدير بالذكر الإشارة إلى ماقدمه العديد من الأطباء والمختصين في مجال الحفظ والاسترجاع من تمارين.
حيث يمكن في حال اتبعها الفرد الوصول إلى حفظ المادة المطلوبة في نصف الوقت الذي يستغرقه الفرد عادة في الحفظ.
أفضل التمارين التي تم تقديمها للتخلص من معاناة الحفظ البطيء:
قام المختصين بتقديم من مجموعة من التمارين الذهنية التي تسهل عملية الحفظ على من يعانون من مشكلة الحفظ بصورة بطيئة. حيث تعمل تلك التمارين على تقوية الملكات العقلية المخالفة المسؤولة عن عملية الحفظ والتذكر، نذكر من أبرز تلك التمارين ما يلي:
حاول حفظ الأسماء بصورة دائمة:
ذكر الدكتور علي الربيعي أن محاولة الفرد حفظ الأسماء المختلفة للأشياء والأشخاص من حوله يمكنها أن تدرب العقل على ملكة الحفظ بصورة أكبر. بالتالي تسرع من تلك العملية.
لذلك يمكن للفرد القيام بتمارين حفظ الأسماء والاستفادة منه محاولة جمع ما يقارب العشرين اسم مختلف مذكر ومؤنث ثم يحاول تذكر تلك الأسماء التي قام بجمعها فيما بعد.
يمكنه معرفة مستوى قدرته على التذكر والحفظ من خلال مايحصيه من أسماء تذكرها بعد قيامه بتلك العملية.
ويلاحظ الفرد مع استمراره بتطبيق ذلك التمرين بأن قدرته على الحفظ تزداد شيئاً فشيئاً وقدرته على حفظ تلك الأسماء بصورة سريعة ترتفع.
في حال أراد الفرد تحقيق نتائج كبيرة في ذلك التمرين فعليه الانتباه إلى ربط كل اسم يحفظه بصورة معينة في مخيلته ليسهل عليه تذكره.
تمرين العد بشكل مستمر:
يعتبر ذلك التمرين من أفضل التمارين التي يقترحها الدكتور علي الربيعي لاسيما للمسنين الراغبين بتقوية الحفظ لديهم بشكل سريع.
وتقوم تلك التقنية على القيام بالعد يومياً بشكل تنازلي بوتيرة سريعة من العدد مئة إلى العدد واحد.
يمكن لهذا التمرين أن يفيد في تدريب خلايا الدماغ المخالفة المسؤولة عن الحفظ والاحتفاظ بالمعلومات. كما يجعل من السهل على الفرد قيامه بالمهام المفروضة عليه.
تمرين الطبخ المقترح من قبل الشيخ علي الربيعي:
قام الدكتور علي الربيعي بتوضيح الفائدة المرجوة من هذا التمرين حيث يمكن للفرد أثناء رغبته بإعداد وصفة لطبخة ما .
فيقوم بالبحث عن المكونات والمقادير التي تلزمه لإعداد تلك الوصفة، ففي المرة الأولى من إعدادها يقوم الفرد بتتبع الخطوات واحدة تلو الأخرى.
أما في المرة الثانية فيقع على الفرد حفظ الخطوات السابقة دون أن يلجأ لتتبعها من مكان ما.
لذلك كان من الجيد إعداد الوصفات الجديدة التي تحتوي على مكونات غير مألوفة لما لذلك من فوائد في تقوية الذاكرة ومساعدتها على القيام بحفظ سريع للمعلومات.
تمرين تذكر الأحداث التي جرت خلال اليوم في النهاية:
يمكن من خلال هذا التمرين قيام الفرد في نهاية اليوم بالقليل من التركيز وتجميع الأفكار لتذكر كافة الأحداث بتفاصيلها ويقوم بإعادة سردها.
ومن ثم يمكن للفرد بعد السرد ترتيب تلك الأحداث كما حصلت معه خلال اليوم بالترتيب والاحتفاظ بها في ذاكرته. بهدف الرجوع إليها في وقت لاحق في حال أراد تذكرها.
حيث يمكن لتلك العملية الحصول على ذاكرة أكثر تنظيماً وبالتالي ترتفع قدرة الفرد على الحفظ وتخزين المعلومات بصورة أسرع مما هي عليه في الوقت الحالي.
الربط بين الأشياء المختلفة:
في هذا التمرين يجب على الفرد إقامة علاقات وصلات بين الأشياء المختلفة. بالتالي نسهل على الذاكرة تذكر تلك الأحداث المحفوظة من خلال تذكر الصورة التي قمنا بربطها بها.
القيام برسم خريطة كاملة لتلك الأماكن التي قام الفرد بزيارتها:
في هذا التمرين يتوجب على الفرد تمرين ذاكرته على رسم خرائط ذهنية مصغّرة في دماغه لتلك الأماكن التي قام بزيارتها مسبقاً.
وذلك ليصبح من السهل عليه الاحتفاظ بالمعلومات التي تخص تلك الطرقات وحفظ المعلومات الأخرى بصورة أسرع.
عمل قائمة بالمهام التي يرغب بإنجازها:
في هذا التمرين يمكن للفرد القيام بتدوين كل المهام التي يقع عليه إنجازها، ومن ثم عليه القيام بتلك المهمات والعودة لتلك القائمة لمعرفة قدرته على تذكر تلك المهام بنفسه دون اللجوء للقائمة المدونة.
الاستعانة بالحروف الأبجدية:
يمكن للفرد استخدام ذلك التمرين لتنظيم عمليات الحفظ لديه والتخلص من الحفظ البطيء في حال كان يعاني منه.
ويكون ذلك من خلال محاولة ذكر الأحرف الأبجدية بشكل تنازلي . بحيث يمكن للفرد قياس مهاراته الحفظية من خلال قدرته على ذكر تلك الحروف بأقل الأخطاء الممكنة.
ربط الأسماء بصور في الذاكرة:
على الفرد القيام بربط الأسماء المختلفة للأشياء بصور دالة عليها في ذاكرته حيث يذكر الدكتور علي الربيعي بأنه يمكن للفرد الاسترجاع بصورة أكبر و بوتيرة أسرع في حال أراد ذلك.
لأن العقل يسترجع الأحداث بصورة أسرع في حال كان ثمّة رابط بينها وبين الصور الذهنية.
ولأن الصور أيضا يمكن استرجاعها واستذكارها بصورة أكبر وأسرع في الذاكرة.
ممارسة تمارين اليوجا للحصول على ذهن صافٍ للتخلص من الحفظ البطيء:
من المعروف عن تلك التمارين قدرتها على تصفية الذهن وتنقيته من الشوائب المختلفة، نظراً لتعرض العقل لمجموعة من الضغوطات خلال اليوم التي تجعله غير قادر على التركيز والعمل بصورة جيدة، لذا كانت اليوجا أحد أكثر التمارين التي يتم استخدامها للحصول على ذهن صافي وبالتالي التخلص من الحفظ البطيء الذي قد يعرقل عملية التعلم.
نصائح للتخلص من معاناة الحفظ البطيء:
قدّم العديد من الخبراء عدّة نصائح للراغبين بالحصول على حفظ سريع ومتقن، نذكر من أبرز تلك النصائح ما يأتي:
- لا تتوقف عن كونك فرداً فضولياً، حيث يقع على الفرد الاستكشاف والبحث عن كل جديد للحصول على ذاكرة يقظة.
- التواصل الجيد والمثمر مع الأفراد الآخرين يمكن أن يضفي على حياتك روح جديدة وبالتالي ينشط ذاكرتك ويقويها.
- الابتعاد عن الاستخدام الطويل لمواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، لما لها من آثار سلبية على عمل الدماغ.
- حاول القيام بتمارين تساعد على التركيز لفترات طويلة والابتعاد عن مشتتات الانتباه المختلفة.
- الابتعاد عن كل ما يشغلك عن تحقيق أهدافك. انشغل بالأمور الإيجابية وابتعد عن السلبية لكون تلك المشاعر تحافظ على الطاقة عالية.
- أنصت لكل ما يدور حولك من حوارات مختلفة.
- حافظ على تركيزك نشطاً لما يعود به ذلك من فوائد على ذاكرتك وحفظك للمعلومات المختلفة.
ختاما. تحثنا بشكل مفصل عن الحفظ البطيء من خلال التعريف به. كذلك اوضحنا أبرز التمارين التي تم اقتراحها من قبل المختصين للحصول على حفظ سريع ومتقن.
وبذلك نرى أنه يمكن للفرد من خلال اتباع نصائح المختصين المختلفة وتطبيقه لتمارين تقوية الذاكرة. وبالتالي تحقيق ما يصبو إليه من أهداف بصورة أسرع وأكثر إتقاناً.