في تدريبات الدكتور علي الربيعي التي شملت جميع جوانب الذاكرة والتذكر وإنعاش العقل، لم يغب عن الدكتور أهمية الذاكرة السمعية لدى الإنسان المتعلم.
حيث قدم شرحاً مفصلاً عن ماهية تلك الذاكرة والطرق المختلفة لتنميتها وتطوير مهاراتها للحصول على النتائج التي يطمح إليها المتدرب.
وتعرف الذاكرة السمعية أو الصدوية بأنها إحدى مكونات الذاكرة المسؤولة عن الاحتفاظ بالمعلومات السمعية التي يتلقاها الفرد من محيطه. وتتفوق تلك الذاكرة على الذاكرة البصرية في كمية المعلومات التي يمكن أن يتم تخزينها فيها.
وتعد تنمية هذه الذاكرة ضرورية لاسيما للأفراد الذين يعانون من إعاقة ما وقد أوضح الدكتور علي الربيعي عدة طرق للتعامل مع الذاكرة السمعية لدى المعاقين. في محاولة للاستفادة من تلك المهارات في تنمية القدرات المختلفة الفرد اي يعاني من إعاقة.
لماذا يجب تنمية الذاكرة السمعية عند الأفراد من ذوي الإعاقة؟
عملت العديد من الدراسات المختلفة على الاهتمام بتنمية المهارات المختلفة للذاكرة السمعية عند الأفراد من ذوي الإعاقة لعدة أسباب نذكر منها مايلي :
- تعد الذاكرة السمعية من أكثر الذواكر مقاومة لمجموعة كبيرة من إصابات الدماغ الحادة التي قد يتعرض لها الفرد.
- في حال كان الفرد يعاني من إعاقة ما ولديه فقدان ذاكرة حاد. فيكون لديه قدرة كبيرة على الحفاظ على سلامة الذاكرة الحسية وسعتها لديه.
- مستوى تخزين الذاكرة السمعية أكثر من مستوى تخزين الذاكرة البصرية. حيث يمكنه تخزين كمية كبيرة من المعلومات ولوقت أطول من البصرية.
نماذج تدريبات تم تقديمها من قبل الدكتور علي الربيعي لتنمية الذاكرة السمعية للأشخاص ذوي الإعاقة :
قدم الدكتور علي الربيعي العديد من الاقتراحات المختلفة حول تدريبات، يمكن تطبيقها على الأفراد من جميع الفئات لاسيما ذوي الإعاقة منهم، ونذكر من أهم تلك التدريبات مايلي :
تمرين الذاكرة السمعية للكلمات :
في هذا التمرين ينبغي أن يتم ذكر عدة كلمات على مسامع الفرد، ثم يطلب منه بعد أن ينتهي المدرب أن يقوم بنطق تلك الكلمات التي سمعها. وذلك يتم حتى دون ترتيب لتلك الكلمات.
تكرار الكلمات بالترتيب :
يعتبر هذا التمرين أحد تمارين الذاكرة التي أكد عليها الدكتور علي الربيعي والذي يقوم على ذكر لعدد معين من الكلمات من قبل المدرب. حيث يتعين على الفرد المتدرب من ذوي الإعاقة تكرار تلك الكلمات. ولكن بشرط أن تكون تلك التدريبات وفق ترتيب معين دون تحريف أو تبديل يينها.
تمارين التمييز السمعي :
يتحدث الدكتور في إطار تقوية الذاكرة السمعية عن تمرين يفيد في تقوية التمييز السمعي والذي يقوم على ذكر عدة كلمات تتشابه في اللفظ. وكلمات أخرى لاتتشابه في النطق، ثم يطلب من الفرد المتدرب من ذوي الإعاقة ذكر تلك الكلمات وترتيبها وذكر الفروق بين تلك الكلمات.
في هذا التمرين يجب مراعاة الوضوح في اللفظ والنطق بصورة صحيحة. كما يجب أن يتم تكرار الألفاظ لعدة مرات متتالية لكي تتثبت في ذهن المتلقي.
تمارين مزج سمعي لتقوية الذاكرة السمعية :
في هذا التمرين يتعين على الفرد المتدرب من ذوي الإعاقة أن يركز بشكل كبير. حيث يقوم المدرب بذكر مجموعة من الكلمات التي تبدأ بأحرف معينة، كحروف ف، ل، ي ثم يقوم الفرد المتدرب في المرحلة الأولى بوضع الأحرف أسفل الكلمات التي تنتسب إليها أي فيل وهكذا.
وفي المرحلة التالية يقوم الفرد المتدرب بوضع الحرف في الأعلى ويدرج تحت ذلك الحرف جميع الكلمات التي ذكرت سابقاً وتبدأ بالحرف ذاته. وتسهم تلك التمارين بزيادة قدرة الذاكرة على الاحتفاظ بالمعلومات وتخزينها في الذاكرة، كما تعمل على زيادة حدة الذاكرة السمعية.
تدريبات عد الأرقام بصورة عكسية :
و هذا التدريب يتم لدى من يعاني من ضعف في الذاكرة. أو من إصابات دماغية من خلال قيام المدرب بذكر عدة أرقام أمام الفرد المتدرب.
وتكمن مهمة المتدرب في محاولته لإعادة تلك الأرقام التي تم ذكرها من قبل مدربه ولكن بصورة معكوسة من الآخير إلى الأول
مثال ذلك : ذكر المدرب الأرقام التالية :
2،8،6،3،9 فيقع على المدرب إعادة ذكرها كالتالي :9،3،6،8،2
فهم المتدرب لما روي له (فهم سمعي) :
تقوم هذه التقنية المقترحة من قبل الدكتور علي الربيعي على تقدير مدى فهم المتدرب لما روي له من أحداث. وقدرته على الإجابة عن مايتعلق بتلك الأحداث.
حيث يقوم المدرب برواية قصة ما للفرد المتدرب بصياغة تشتمل على أحداث عديدة. ثم يقوم بطرح مجموعة من الأسئلة للفرد المتدرب وتكون تلك الأسئلة تدور حول الأحداث التي جرت في القصة المذكورة، ويقع على المتدرب الإجابة عنها بصورة صحيحة وواضحة.
تكرار الأرقام دون ترتيب :
في أحد تمارين الذاكرة السمعية المطروحة من قبل الدكتور الربيعي يقوم المدرب بذكر مجموعة من الأرقام المختلفة أمام الفرد المتدرب. حيث تكون مهمة المتدرب تكرار الأرقام التي تم ذكرها من قبل المدرب ولكن دون التقيد بترتيب معين، فيذكرها بعشوائية بحسب ماتمليه عليه ذاكرته.
الكشف عن الحرف الناقص في الكلمة :
تعد تقنية التحليل السمعي أحد تقنيات الذاكرة السمعية التي تقوم على ذكر كلمات أمام الفرد المتدرب. ويجب عليه أن يجد الحرف الناقص في تلك الكلمة ويكملها لإعطاء معنى. حيث يعمل الدماغ بتتمة الفراغ دون الحاجة للتفكير ملياً بعد تكرار هذا التدريب لعدة مرات متتالية.
الإجابة عن الأسئلة من خلال الربط بين المعلومات :
تقنية الاستدلال التي تعد أحد أبرز التقنيات التي ذكرها الدكتور علي الربيعي ضمن تقنيات الذاكرة السمعية. حيث تقوم على طرح فقرة ما أمام الفرد المتدرب ثم يقوم المدرب بطرح مجموعة من الأسئلة الغير مباشرة حول مواضيع يمكن الإجابة عنها من خلال المعلومات المذكورة في الفقرة التي تم طرحها سابقاً.
فيقوم الفرد بربط المعلومات ببعضها والاستدلال للوصول إلى مايحتاج من معلومات عن الجواب للأسئلة المطروحة عليه.
تقوية الذاكرة من خلال الإنصات والاستماع للصوت :
يوضح الدكتور علي الربيعي في هذه التقنية كيفية تقوية الذاكرة السمعية ومضاعفة القدرة على الاستماع. ويتم ذلك من خلال خفض الفرد المتدرب لصوت راديو أو تلفاز والتركيز الشديد في محاول فهم ما يقوله المذيع.
وبحاول تحليل الكلمات والوصول إلى فهم الكلمات المنطوقة، وتعد هذه الطريقة أحد أقوى الطرق في تحسين الذاكرة السمعية ومهارة الاستماع بشكل عام. وتصبح هذه المهارة مع التكرار لها سهلة ولاتحتاج سوى القليل من الجهد للوصول إلى الفهم الجيد لما ينطق.
كما يلاحظ أن التدريبات السمعية التي تم ذكرها، تزيد فعاليتها في تحسين الذاكرة السمعية لدى الأفراد من ذوي الإعاقة. في حال قام المدرب بتكرار تلك التدريبات لأكثر من مرة، حتى يصل المتدرب إلى مرحلة يقوم بإنجاز التدريبات فيها بوقت أقل وجهد أخف من ذي قبل.
اقرأ المزيد : الدكتور علي الربيعي و أفضل طرق الحفظ السريع والتخلص من النسيان
وفي ختام الحديث عن الذاكرة السمعية والتدريبات المختلفة التي اقترحها الدكتور علي الربيعي في إطار رفع قدرات الذاكرة لذوي الإعاقة. نتمنى أن يكون هذا المقال قد طرح الأجوبة لما كان لديك من أسئلة حول الذاكرة السمعية. وطرق التدريب التي تساعد على الوصول بها إلى أعلى المستويات.