تتعدد الدراسات والبحوث التي تناولت دماغ الطفل وطرق تنمية المهارات المختلفة لديه، حيث اهتم العديد من الباحثين بتنمية الجوانب المختلفة من الذاكرة لاسيما تنمية الذاكرة السمعية لدى الأطفال.
والتي تعتبر أحد أهم الذواكر حيث تستطيع تخزين أكبر قدر من المعلومات وبمعدل أكبر من الذاكرة البصرية، ولكنها تخزنها لوقت قصير لايزيد عن عدة ثوان.
كما تعد الذاكرة السمعية أحد الذواكر الحسية التي تقوم بحفظ المعلومات السمعية والأصوات التي تحدث في محيط الفرد. و تتيح له الاستفادة منها في وقت لاحق.
ويؤكد الدكتور علي الربيعي على أنه في حال أردت لطفلك أن يكون أحد المبدعين في جوانب حياته المختلفة، وأحد الأشخاص الذين يتمتعون بذكاء حاد.
فلا بد من الاهتمام بتنمية الذاكرة السمعية وذواكره المختلفة الأخرى، وإجراء التدريبات التي تساعد على زيادة مخزون المعلومات في الذاكرة وتكسبها المرونة في تحليل المعلومات .
كيفية عمل الذاكرة السمعية :
قبل معرفة طريقة توسيع الذاكرة السمعية لدى الأطفال ينبغي الاطلاع على طريقة عمل تلك الذاكرة، حيث يقوم الفرد بالتقاط الأصوات الصادرة من المثيرات الخارجية المحيطة بالفرد من خلال الأذن.
إذ تنتقل تلك الأصوات عبر الأذن إلى الدماغ الذي يقوم بدوره بترجمتها والاحتفاظ بها في الذاكرة السمعية المسؤولة عن تخزين تلك المعلومات. واستعادتها في الوقت الذي يرغب به الفرد.
بعض نماذج لتمارين تنمية الذاكرة السمعية لدى الأطفال للدكتور علي الربيعي :
في إطار السعي لتطوير مهارات الأطفال العديدة في الأعمار المختلفة، اقترح الدكتور علي الربيعي عدة تمارين وتدريبات. يمكنها أن تعمل على تنمية الذاكرة السمعية للطفل وبشكل ملحوظ في وقت قصير نذكر من أهم تلك التمارين مايلي :
تكرار جملة مع زيادة الكلمات فيها :
يتم في هذا التدريب ذكر جملة مكونة من كلمتين فقط أمام الطفل، ثم يطلب منه تكرار الجملة التي ذكرت أمامه. ثم يقوم المدرب بعدها بزيادة الجملة كلمة في حال أتقن الطفل تلك الجملة، ويستمر المدرب بالزيادة حتى يقوم الطفل بنطق جملة كاملة من عدة كلمات دون الخطأ فيها.
الفهم السمعي للكلمات المذكورة في الكاسيت :
يقوم المدرب في إطار تنمية الذاكرة السمعية بتسجيل كلمتين مختلفتين على أحد أشرطة الكاسيت. حيث يتوجب على الطفل أن يحضر الشيء المتعلق بالكلمة في حال سماعه لها من الشريط، ويجب أن يتم ذلك بسلاسة ودون تردد.
النقر على الطاولة :
يتم في هذا التمرين تنمية الذاكرة السمعية والتركيز السمعي بقيام المدرب بالنقر على الطاولة. أو أي مكان آخر عدة نقرات متتالية ومختلفة ويتوجب على الطفل أن يقوم بعدها بإعادة تلك النقرات كما فعل المدرب وبالترتيب الصحيح ودون تغيير.
وقد يتم هذا التمرين من خلال قيام الطفل بعد النقرات التي أحدثها المدرب على الطاولة، وبعد انتهائه يقوم الطفل بذكر العدد الكلي للنقرات.
ربط الصورة بالتركيز السمعي :
يعمل المدرب في هذا التدريب على وضع خطة بهدف تنمية الذاكرة السمعية من خلال وضع عدة صور أمام الطفل مثل (بطة، تفاحة، قلم). ثم يتم تعريف الطفل بأسماء الأشياء الموضوعة أمامه. بعد ذلك يقوم المدرب بقلب البطاقات ويطلب من الطفل ذكر اسم كل بطاقة بشكل عشوائي. كسؤاله:مااسم الشيء الموجود في البطاقة الأولى؟
تذكر الكلمات التي قيلت قبل الجملة :
في أحد تمارين تنمية الذاكرة السمعية يكون على المدرب ذكر ثلاث كلمات أمام الطفل. ثم ينطق بجملة كاملة بعدها ، حيث يتوجب على الطفل تذكر تلك الكلمات التي تم ذكرها قبل الجملة الأخير.
وهذا التدريب يساهم بشكل ملحوظ بزيادة الانتباه والتركيز السمعي لدى الطفل. حيث ترتفع قدرته على التذكر مع تكرار هذا التمرين والاستمرار به.
تنمية الذاكرة السمعية للطفل من خلال تذكر الأرقام المختلفة :
يتم في هذا التدريب ذكر ثلاثة أرقام أمام الطفل ثم يطلب منه إعادة ذكرهم بعد ذلك يقوم المدرب بزيادة عدد الأرقام التي ذكرها. ثم يطلب من الطفل إعادتها ويتم تكرار ذلك التمرين. مما يرفع قدراته على التخزين في الذاكرة السمعية ويوسع إدراكاته السمعية بأقل جهد.
تنمية الذاكرة السمعية من خلال تنفيذ الأوامر :
عمل العديد من الأخصائيين على استخدام اللعب كوسيلة للوصول على تنمية الذاكرة السمعية للطفل دون ملل. ومن تلك الألعاب لعبة اتباع التعليمات. حيث يتم ذلك من خلال التوجه إلى الطفل بعدة مهمات ويتوجب على الطفل تنفيذ تلك التعليمات التي وجهت إليه بالترتيب ودون تحريف مثل :
قم بوضع المنديل في سلة المهملات، ثم أعطني القلم، وكل التفاحة، ثم اجلس مكانك.
ويعمل هذا التمرين على زيادة التركيز السمعي لدى الأطفال، وإضفاء جو من البهجة والمرح أثناء التدريب، مما يزيد من دافعيتهم للتنفيذ.
تذكر تتمة القصة :
يقوم هذا التمرين على سرد المدرب لإحدى القصص أمام الطفل ثم يتعاون على تذكر أحداث تلك القصة. من خلال طرح الأسئلة المختلفة التي تدور القصة حولها مثل هل تذكر ماالذي تناولته بياض الثلج؟ وهكذا.
ممايساعد الطفل على تطور مهاراته السمعية، ورفع قدراته على التذكر والاسترجاع من الذاكرة السمعية.
تنفيذ الأوامر التي تأتي بعد ذكر كلمة معينة :
هذا التدريب يعتبر أحد التدريبات ذات المستوى العالِ من مستويات تنمية الذاكرة السمعية، حيث يحتاج إلى تركيز سمعي وذكاء سمعي من قبل الطفل. ويقوم هذا التمرين من خلال الطلب من الطفل أن يقوم بتنفيذ الأوامر التي تتبع كلمة معينة فقط دون تنفيذ تلك الأوامر الغير متبوعة بتلك الكلمة، مثل :
قم، بوضع القلم على الطاولة
ضع القلم على الطاولة
حيث يقوم الطفل بتنفيذ الأمر المسبوق بالكلمة المتفق عليها بينه وبين مدربه.
إضافة عناصر إلى القصة :
في هذا التمرين يقوم المدرب بذكر بداية للقصة مثل سأذهب إلى الملعب وأحضر كرة صفراء. ثم يجب على الطفل إعادة ما ذكره المدرب مع إضافة عنصر جديد. وينتقل الدور للمدرب بعدها ثم للطفل وهكذا حتى يصبح لدى الطفل قدرة على تكرار تلك القصة بتفاصيلها وإضافة عناصر لها دون أن ينسى شيئاً من تلك العناصر.
ما هي معايير نجاح تدريبات تنمية الذاكرة السمعية لخلق طفل مبدع؟
في حال أردت تحقيق أفضل نتائج من تدريبات تنمية الذاكرة السمعية السابقة وخلق طفل مبدع. فيتوجب عليك الاطلاع على هذه المعايير لضمان نجاح التمارين :
- تكرار التمرين حتى الوصول إلى مرحلة الإتقان. وذلك من خلال الاستمرار بالتطبيق، دون توقف.
- الابتعاد عن النشاطات المملة التي قد تقيد الطفل وتجعله غير منجذب لتنفيذ التمارين.
- خلق جو من المرح والبهجة عند أداء تلك التدريبات وذلك بهدف شد انتباه الطفل. ورفع مستوى الحماس لتطبيق تدريبات الذاكرة السمعية.
- اختيار التدريبات التي تتناسب مع عمر الطفل وقدراته فلا يختار المدرب تمارين لايفهمها الطفل أو فوق طاقته. مما يتسبب بابتعاد الطفل عن تلك التدريبات.
- اختيار الوقت الملائم لتنفيذ تلك التمارين.
- كما يفضل عند أداء تمارين تنمية الذاكرة السمعية وجود الهدوء لرفع مستوى التركيز عند الطفل.
- قياس مهارات الطفل ومدى تطورها. من خلال تسجيل التغييرات التي تحدث لتنفيذ الطفل أثناء أدائه لتمارين تنمية الذاكرة.
وفي الختام، بعد التعريف بالذاكرة والحديث عن طرق تنمية الذاكرة السمعية لدى الأطفال. وطرح النماذج الأكثر فعالية والتي أعطت انتائج إيجابية سريعة عبر العديد من التجارب. نتمنى أن يكون هذا المقال قد قدم الفائدة المرجوة منه حول التدريبات المقترحة من قبل الدكتور علي الربيعي بهدف تنمية الذاكرة السمعية لخلق أطفال مبدعين.