د.علي الربيعي ضحايا الثورة الإيرانية لقد شهدت دولة إيران ثورة كبيرة منذ مدة طويلة. مثلها مثل باقي الدول للتخلص من الحكم الملكي. وفي هذا المقال سوف نتعرف على د.علي الربيعي ضحايا الثورة الإيرانية. بالإضافة إلى التعريف بدورة إنعاش العقل والتدريبات العقلية.
د.علي الربيعي ضحايا الثورة الإيرانية
يحدثنا د.علي الربيعي عن ضحايا الثورة الإيرانية حيث شهدت دولة إيران (انقلاب 1357 إيران). وقد نشبت ثورة إيران سنة 1979 بمشاركة شرائح مختلفة من الناس. كما حولت إيران من النظام الملكي. تحت ولاية الشاه محمد رضا بهلوي والذي كانت تدعمه الولايات المتحدة وتم استبداله في نهاية الأمر بالجمهورية الإسلامية عبر الاستفتاء في عصر المرجع الديني (آية الله روح الله الخميني) وهو قائد الثورة وتم ذلك بدعم من الكثير من المنظمات الإسلامية واليسارية. بالإضافة إلى الحركات الطلابية في إيران.
الثورة الإيرانية
فتتعدد الآراء في تحديد عدد القتلى الذين سقطوا خلال الثورة الإيرانية الإسلامية. فيكون عدد الضحايا في صفوف المتظاهرين والثوريين الذين سقطوا على يد نظام الشاه خلال الثورة بين 60000 وقرابة 3000، وهذا وفقًا للتقديرات وما إذا كانت صادرة من خلال الحكومة الإسلامية أو عن طريق مؤرخي الدول الغربية. كذلك تقدر جماعات حقوق الإنسان أعداد المتظاهرين والسجناء السياسيين الذين قضوا نحبهم على يد النظام الإسلامي الجديد بعد سقوط الشاه بالكثير من الآلاف.
ضحايا الثورة وفقًا للتاريخ
من خلال مجموعة من “شهداء الثورة” تكون كالتالي :
- وفاة 35 متظاهرًا في الشهور الثمانية الأولى من عام 1978.
- كذلك عدد 33 في شهريور (أغسطس وسبتمبر 1978).
- 18 في مهر (سبتمبر وأكتوبر 1978)، عندما تحولت الثورة إلى إضرابات بدلاً من احتجاجات الشوارع.
بعد تثبيت النظام العسكري في سنة 1978، كان عدد الوفيات متزايد كالنحو التالي:
- عدد 45 في إبان (أكتوبر ونوفمبر 1978).
- ثم وصل إلى عدد 85 في عازار (شهري نوفمبر وديسمبر 1978).
- كذلك 137 في داي (ديسمبر 1978 – يناير 1979).
- أيضا 179 في بهمن (يناير – فبراير 1979).
الضحايا على حسب المراقبين كما يوضح الدكتور علي الربيعي
يتعدد رأي المراقبون في تحديد عدد القتلى الذين سقطوا خلال الثورة الإيرانية الإسلامية.
تأثير ما بعد الثورة
قد اتفق معظم المراقبين للثورة على أنها تراث مختلط. فقد ينظر دولياً إلى الثورة الإيرانية على أنها المسؤولة عن بدء حقبة الأصولية الخمينية، من حزب الله إلى تنظيم القاعدة إلى الجماعات الجهادية المتعددة.
في إيران لقيت معظم أهداف الثورة العامة (خصوصاً القضاء على العلمانية والنفوذ الأميركي في الحكومة) نجاحات . في حين أن أهداف غيرها (مثل زيادة الحرية السياسية والمساواة الاقتصادية والاكتفاء الذاتي وتثقيف الجماهير، والنزاهة والفعالية والكفاءة في إدارة الحكومة) لم تلاق مصيراً مشابهاً.
التذمر من الظلم والفساد الذي انتشر في عهد الشاه وحاشيته يوجه الآن ضد “الملالي في إيران”، الخوف من البوليس السري السافاك حل محله الخوف كذلك من الحرس الثوري، على الرغم من بروز درجة من التمثيل الحكومي والانتخابات الديمقراطية في مرحلة ما بعد الثورة من حيث الهيكل السياسي. لكن البعض يتحدث عن انتهاكات لحقوق الإنسان في النظام الديني تزيد عما كان يحصل في عهد الملكية. التعذيب والسجن للمخالفين، وقتل كبار النقاد أمر شائع، كذلك من سوء وضع المرأة، واضطهاد الأقليات، وخاصة أتباع المذهب البهائي، الذي أعلن أنه بدعة. تم إعدام أكثر من 200 من أعضاء الطائفة البهائية وسجن آخرون في حين حرم الآلاف من فرص العمل، والمعاشات التقاعدية، والأعمال، وفرص التعليم.
فلم يزدهر الاقتصاد الإيراني، الاعتماد على صادرات النفط لا يزال طاغيًا، دخل الفرد يتقلب مع سعر برميل النفط الذي انخفض إلى ربع ما كان عليه في عهد الشاه، وارتفعت البطالة بين السكان من الشباب. منذ الثورة تقدم النظام السياسي الداخلي، منذ سنة 1997.
شعلة تونس أرهبت العالم
بالحرق لنفسه أمام ولاية سيدي بوزيد كان لمحمد البوعزيزي الشاب التونسي الفضل الكامل في إشعال النفوس ضد الحكومات. وكان حرقه لنفسه بمثابة محاكاة لما قامت به الحكومة من حرق السيارة الخاصة به والتي كانت هي مصدر لرزقه. كما أنهم لم يكتفوا بقطع عيشه ولكن تعمد الشرطي إهانته وصفعه أمام الجميع، وكانت لهذه الإهانة هي الأثر القوي في نفوس الشعوب العربية بشكل عام وفي تونس بشكل خاص. والتي بدورها أطاحت بواحد من الرؤساء الذين اعتلوا العرش ولم يرغبوا في التخلي عنه.
إطاحة القطعة الأولى في الشطرنج وهو “زين العابدين بن علي” هي الخطوة الأولى، والتي توالت بعدها الخطوات في الدول العربية. فكانت الخطوات بالتتابع ما بين مصر إلى اليمن ثم نعود إلى ليبيا لنتحرك منها إلى سوريا. فكانت الحركات تتوالى بشكل سريع منافسة لبعضها البعض، وذلك للتخلص من الزبانية ورؤوس الأفاعي، وبتاريخ “17 ديسمبر/كانون الأول 2010” لن ننسى أن جميعنا خرج ليودي بنفسه وحياته أمام التخلص من الظلم والاستبداد. فانتشر الفكر الثوري في كل منطقة وهاجت الشعوب وأبت أن لا تهدأ حتى تأتي بالحقوق المسلوبة. ولكن مع تلك التحركات الغير منظمة بدأت في التغيير للمسار الخاص بها، وأصبحت تتسم بالعنف والصراعات المسلحة المستمرة حتى يومنا هذا، ومع المساعي المستمرة للتخلص من تلك الثورات في كل البلدان إلا أنها انتهت بالفشل الكامل من الأعداء.
الدكتور علي الربيعي يوضح أحداث الثورات العربية
وبالعودة إلى تونس الحبيب فبعد الإطاحة بالتونسي زين العابدين، إلا أنه تمكن من الهرب إلى المملكة العربية السعودية بتاريخ 14 يناير/كانون الثاني 2011 ولكن قابل قدره وتوفي بتاريخ 19 سبتمبر/أيلول 2019، أما عن مصر فترك الرئيس حسني مبارك الحكم في تاريخ 11 فبراير/شباط 2011، وتوفي في 25 فبراير/شباط، ولم ننسى ليبيا ومقتل القذافي بتاريخ 20 أكتوبر/تشرين الأول 2011، وفي اليمن قاوم علي عبدالله صالح لسنة كاملة قبل أن يعلن عن تناوله الكامل عن الحكم، وكان التناول ليس من تلقاء نفسه وإنما هو نتيجة للمبادرات الخليجية بتاريخ 27 فبراير/شباط 2012، ولكن حاله كان نفس حال القذافي، فقد تعرض للقتل على أيدي الحوثيين بتاريخ ديسمبر/كانون الأول 2017. وكان القتل نتيجة للتحالف معهم لكي يمهد للانقلاب على اليمن. كما أنه هو المتسبب الرئيسي في تمهيد كافة الطرق والمحاولات للسيطرة عليها، أما عن سوريا فلا زال الأسد يعتلي العرش ولم يصدر منه أي مبادرة أو إعلان للشعب السوري حتى وقتنا الحالي.
عيش وحرية وعدالة اجتماعية مطالب دولية
نتيجة لغياب الرؤية الواضحة والخطط الأساسية عن العديد من الدول، فإن التشتت هو الأمر السائد بها. مما أدى إلى انهيار كافة الخطط والخطوات المتقدمة نحو التطور وإزالة العبث الناتج عن الحكومات السابقة، فبعد فترة من الثورات والحرية فإن الحال تدهور إلى قمع وقتل وسجون وإعدامات لا حصر لها حتى الآن. أما المواجهات الواقعة في الفترة الحالية في السودان وكذلك الجزائر ومعها العراق وأيضًا لبنان، فإنها لا زالت قوية أمام عمليات القمع للمحاولات الخاصة بالحصول على الحرية والديمقراطية المدنية.
كافة الثورات لم تخرج متطلباتها عن العيش والحرية والعدالة، ولكن حتى الآن لن نجزم بأن كافة الدول التي خرجت ثائرة على الظلم والعدوان تمكنت من الحصول على تلك المتطلبات أو ما دونها، ولكن قد نرى بعض العلامات والإشارات التي تعطي لنا بصيص من الأمل في إمكانية التغيير والعودة إلى مسار الحرية والديمقراطية.
لكن وفقًا لما يحدث في سوريا الشقيق لازال الأمر مقلقًا لأنها لم تعد فقط ثورة وإنما أصبحت حربًا شنيعة، على النقيض تونس التي تمكنت من النجاح والصمود في الفترات الأولى بعد الحصول على هواء الحرية، ولن ننسى ليبيا التي لا زالت تعاني من الحرب مع الميليشيات والعصابات للعام العاشر على التوالي بدون توقف، ولمصر نصيب الأسد في الحديث ما بين مؤيد ومعارض من بعد ما مرت به البلد من ثورات ولكن تحت شعار “العيش والحرية والعدالة الاجتماعية”.