يقدم الدكتور علي الربيعي رؤية واضحة عن نظام القراءة البصرية ويعرف باسم التوسع البصري. حيث يمر المتدرب بعينيه على النص أو الآية لعدة مرات متتالية، حتى يتم تثبيت المعلومات في الدماغ، ويذكر بأنه عند المرور بالمعلومات بالعينين فإنها تكون آكثر فهماً وبديهية للفرد.
ويبدأ الدكتور بتوضيح القراءة عبر شرحه لتكوين الذاكرة البصرية، حيث يحوي دماغ الإنسان عدد كبير من الخلايا. وتحوي تلك الخلايا ملايين المعلومات البصرية.
حيث تستمر الذاكرة البصرية في النمو على طول حياة الإنسان، ومن خلال تلك الذاكرة يحفظ الدماغ الصور البصرية التي يمر بها الفرد خلال فترة حياته ليكون أرشيف عملاق للصور. ومن ذلك الأرشيف تنبع الذاكرة والتذكر والإبداع واسترجاع المعلومات المخزنة والمتراكمة.
أما تلك المعلومات الموجودة في الذاكرة البصرية فهي منظمة بشكل دقيق ويتم استرجاع الصور البصرية منها بحسب أهميتها وأولويتها لدى الإنسان.
ويوضح الدكتور علي الربيعي أن ذلك الأرشيف العملاق الذي يحوي العديد من المعلومات البصرية إن لم يتم توظيفها بحسب متطلبات الأعمال المفروضة على الإنسان فإن الذاكرة البصرية ستتعرض للنسيان.
تدريبات د. علي الربيعي لخلق قراءة بصرية سريعة:
قدم الدكتور علي الربيعي تدريبات من دورته إنعاش العقل، وصنف تلك التدريبات إلى مستوى أول ومستوى ثاني وفق خطط مدروسة. تهدف إلى تحسين حياة الأشخاص الذين يتطلعون لتغيير حياتهم وتنمية مهاراتهم ليقوموا بالمهام المطلوبة منهم على أكمل وجه، ونذكر من تلك التدريبات :
-
قراءة بصرية قوية من خلال تمرين النقطة :
يمكن شرح ذلك التمرين بوجود نقطة متحركة على خلفية بيضاء وتتركز مهمة المتدرب على اللحاق بعينيه بتلك النقطة. ويعد هذا التمرين أحد أكثر التمارين التي أثبتت فاعليتها من خلال العديد من التجارب.
كما يؤدي تكرار هذا التمرين إلى تقوية التركيز لدى الفرد المتدرب، وتحسين ذاكرته التصورية وزيادة مستوى الانتباه لديه.
-
قرأه بصرية سريعة من خلال تمرين المربعات الملونة :
يتم تطبيق هذا التمرين على المتدرب من خلال وضع لوحة مقسمة إلى العديد من المربعات المتساوية، وتكون صغيرة الحجم. وهي ملونة بلون موحد لا يختلف من مربع لآخر ليكن اللون الأزرق على سبيل المثال، عدا مربع واحد يختلف بلونه عن المربعات الأخرة الثابتة وليكن لونه أبيض مثلاً. ويكون هذا المربع غير ثابت بل متحرك، وتكمن مهمة الفرد المتدرب بالقدرة على ملاحقة هذا المربع بعينيه. ويتم تكرار هذا التمرين ليستطيع تحقيق أفضل النتائج الملموسة.
-
قراءة بصرية سريعة ( التوسع البصري) :
يشير د. علي الربيعي إلى أن استخدام قراءة بصرية هي الأجدى في حال كان يرغب الشخص بحفظ نصوص أو آيات من القرآن. ويتم تطبيق تلك التقنية من خلال تقسيم النص في الدماغ إلى عدة كلمات، وتنظيمها في العقل.
مع النظر إلى تلك الكلمات ، وتكرار هذه العملية سيتم تخزين تلك الكلمات في الدماغ، ويصبح بمقدور الفرد المتدرب استعادها في حال رغب في ذلك.
ماهو معيار النجاح في التمارين التي قدمها الدكتور عن القراءة البصرية السريعة؟
يكمن السبب الرئيسي في نجاحك في تلك التمارين هو تتبع عينيك لتلك النقاط والمربعات. والتي ستؤدي في حال قيامك بذلك إلى جعل التمرين أكثر سلاسة ويقل الجهد المبذول فيه. وسيؤدي ذلك إلى نتائج ستبهرك وتجعلك قادرة على تحقيق قراءة بصرية ناجحة.
حفظ القرآن الكريم من خلال القراء البصرية السريعة:
يسعى العديد من الأفراد إلى حفظ كتاب الله، ويعملون بشكل دؤوب على ذلك ولكن الضغوط الحياتية، والانشغال في شؤون الحياة قد يجعل الفرد غير قادر على الحفظ. أو قد يجعل معدل حفظه بطيء.
كما نجد العديد من حفظة القرآن يشكون من عدم القدرة على تخزين المعلومات، والنسيان السريع لما تم حفظه. لذا قدم الدكتور الربيعي طريقة تقوم على قراءة بصرية تجعل حفظ القرآن الكريم أكثر سلاسة وسهولة، وأشد تثبيتاً وحفظاً في الدماغ.
وكما تقدم فإن القراءة البصرية تقوم، على تقسيم النصوص إلى عدة كلمات أو آيات ويتم تنظيمها ضمن خطة في الدماغ. ثم يتم تكرار تلك العملية حتى يتأكد الفرد من تثبت المعلومات في الدماغ. ويصبح بإمكانه استعادتها في الوقت الذي يرغب به، ودون عناء أو نسيان.
كما أظهرت هذه الطريقة تفوقها حيث قامت مقارنة بين مستخدمي هذه الطريقة في حفظ القرآن وأشخاص استخدموا طرق أخرى للحفظ. فكانت النتائج لصالح الفريق الأول الذي اعتمد على طريقة قراءة بصرية سريعة للحفظ.
إلى ماذا يهدف د. علي الربيعي من وضع تقنية قراءة بصرية للحفاظ؟
يبذل الدكتور علي الربيعي العديد من الجهود ويقوم بالعديد من تدريبات إنعاش العقل والتدريبات العقلية، لتحقيق عدة أهداف نذكر منها :
- رفع مستوى الأداء في العينين لدى المتدرب من خلال قراء بصرية للمربعات أو ملاحقة النقطة المتحركة و زيادة مستوى الذكاء لديه. ورفع سرعة البديهة في دماغه.
- تطوير مساحة الرؤية ورفع مستواها، بحيث يكون بمقدور الفرد المتدرب حفظ المعلومات التي يحتاجها بشكل أسرع. وأسلس بعد نجاحه بالقيام بقراءة بصرية سريعة للكلمات.
- رفع مستويات التركيز والانتباه لدى الفرد المتدرب. بحيث يكون بمقدوره الحفظ والإتقان للمعلومات بصورة دقيقة ومنظمة.
بعض العلاجات التي تفيد في تنشيط العقل وزيادة قدراته :
ضمن التدريبات العقلية ذكرت العديد من العلاجات التي تفيد بتنشيط العقل وتعزيز القدرات المختلفة له. وذلك لما يتعرض له الدماغ من وهن مع التقدم في العمر. أو لتعرض الشخص لبعض الأحداث في حياته والتي تؤدي إلى تراجع قواه العقلية، لنذكر بعض تلك العلاجات :
-
ممارسة التمارين الرياضية :
تعد الرياضة من أهم الأمور التي تعمل على تنشيط قوى العقل الكامنة، وتعمل على تكوين خلايا إضافية فيه. كما يجب تعزيز ذلك بممارسة الرياضة إلى جانب استشكاف للطبيعة والبيئة المحيطة مما يعزز القدرات العقلية، والأثر الإيجابي على الشخص.
-
ترك الأمور المسببة للقلق لدى الشخص :
يعد التوتر من الأمور التي تؤدي إلى توقف الدماغ عن عمله، والتخلص من القلق يعد أحد العوامل التي تنمي القدرات العقلية وتنعش الذاكرة.
-
الغذاء المتكامل :
تؤثر الأغذية التي يتناولها الفرد بشكل كبير على طريقة عمل الذاكرة، لاسيما إن قام الشخص بتناول أطعمة يحبها فهي تحسن عمل الدماغ وتؤثر بشكل كبير على الذاكرة، كما ترفع مستوى السعادة لدى الشخص.
-
تنظيم الوقت والفصل بين العمل والحياة الشخصية :
من أهم الأمور التي تؤثر على الذاكرة هي التخطيط وإنجاز المهام في وقتها، إذ إن تأجيل الأعمال إلى وقت لاحق يؤدي مع مرور الوقت إلى بطء في عمل الدماغ وخلل في نظامه.
-
المطالعة والقراءة من أساليب تنشيط العقل :
تعد المطالعة أحد الأمور التي تنمي الذكاء لدى الفرد، وتكسبه الانتعاش في الذاكرة، لاسيما إن كانت الكتب التي يقوم بمطالعتها تحتاج إلى الفهم والانتباه.
في ختام الحديث عن إسهامات الدكتور علي الربيعي في مجالات التدريبات العقلية وانتعاش العقل من استخدامه لتقنية قراءة بصرية “التوسع البصري” في رفع القدرة على الحفظ واسترجاع المعلومات بأقل جهد مبذول، والاطلاع على بعض التمارين المقدمة من قبله التي تساعد المتدربين على أداء مهامهم بشكل أسرع وأكثر سلاسة، وعرض تقنيته التي تسهل على الفرد حفظ القرآن الكريم، نتمنى أن نكون قد استطعنا تقديم لمحة كافية عن إسهامات الدكتور علي الربيعي في تقنية قراءة بصرية أو ما يسمى “التوسع البصري”