في حياة الشخص الطويلة قد يتعرض الفرد للعديد من الأمور والأحداث التي قد تتسبب له في حدوث بعض النسيان أو صعوبة في التذكر. ويزداد ذلك مع التقدم في العمر ليصبح مزمناً لدى بعض الأشخاص عندما يبلغون مرحلة الشيخوخة. فيصاب بعضهم بالإحباط لاسيما من يحتاج إلى الحفظ في أمور عمله أو من يبحث عن حفظ كتاب الله. وقد يؤدي النسيان إلى ابتعاد بعضهم عن الحفظ بشكل كلي وهذا يؤدي إلى ارتفاع مستوى النسيان بشكل واضح. بسبب توقف العمليات العقلية عن العمل، لذا كان لابد من إيجاد وسائل وتقنيات للوصول إلى الحفظ المتقن ورفع القدرة على التذكر لدى كبار السن. لتسهيل أمور الحياة عليهم ودفعهم إلى تنمية مهارتهم العقلية المختلفة بنفسهم.
ماهي أسباب ضعف قدرة الفرد المسن على الحفظ والتذكر؟
تتنوع الأسباب التي تجعل الفرد غير قادر على الحفظ المتقن أو التذكر عند وصوله إلى سن كبيرة، نذكر من أهم تلك الأسباب التي ذكرها لنا الدكتور علي الربيعي :
-
إصابة الخلايا بالشيخوخة :
كلما كبرت الخلايا الدماغية وشاخت كلما قلت قدرتها على القيام بوظائفها على أكمل وجه.
-
تراجع إنتاج الدم في الجسم :
حيث يتم مع التقدم في العمر نقص كمية نقي العظام المسؤول عن إنتاج الكريات الدموية. فيقل مستوى الدم في الجسم. وبالتالي يفتر نشاط الدورة الدموية المسؤولة عن نشاط الدماغ وتجديد خلاياه وبالتالي تقل قدرة الفرد على الحفظ والتذكر في آن واحد معاً.
-
نقص فيتامين B_12:
من أكثر الأسباب الشائعة لعدم القدرة على الحفظ والتذكر لدى المسنين هو نقص فيتامين B_12. لأنه المسؤول عن الحفاظ على الخلايا العصبية، وعن الكرات الحمراء في الدم.
-
أمراض الدماغ المختلفة :
وجود ورم أو مرض ما في الدماغ يؤدي إلى مشكلة في الذاكرة والتذكر.
-
المركبات الدوائية :
قد تتسبب بعض الأدوية التي يتناولها الكبار في السن إلى حدوث مشاكل في الذاكرة. لاسيما ضعف القدرة على الحفظ، والنسيان لما تم حفظه سابقاً من معلومات.
أهم تدريبات عقلية لمساعدة المسنين على الحفظ المتقن دون نسيان للدكتور علي الربيعي :
-
ممارسة العد :
تستخدم هذه التقنية مع كبار السن وغير المسنين لمساعدتهم على تقوية الذاكرة والحفظ المتقن. حيث يقوم الفرد بالعد كل يوم صباحاً ولمدة تتراوح بين 5و 10دقائق عداً عكسياً من المئة إلى الأعداد الأقل.
ويتم ذلك بوتيرة أسرع في كل مرة، ومع التكرار والاستمرار في هذا التدريب. سيستطيع الفرد المسن تنمية قواه العقلية وتنشيط الذاكرة لتكون على مستوى عالٍ من التذكر والاسترجاع.
-
رسم الخرائط من أحد التدريبات العقلية على الحفظ المتقن :
تساعد هذه التقنية الفرد المسن على تحفيز ذاكرته لإخراج أفضل ما لديها من إمكانات. ويتم ذلك من خلال محاولاته لرسم خريطة للمكان الذي قام بزيارته سابقاً.
ولا شك أنه في بداية الأمر سيشعر بالإحباط وعدم القدرة على استرجاع أي مما يعرفه، ولكن مع تكرار المحاولات بشكل مستمر سيكون بإمكانه تذكر الخرائط بالتفاصيل. ودون جهد كبير كما يساعده ذلك على الحفظ المتقن لما يريده دون أن يحتاج للتكرار الكبير له.
-
البحث عن مشترياتك :
تقوم هذه الطريقة في التذكر على كتابتك لقائمة بالمشتريات التي تود شرائها من السوبر ماركت. وضع الورقة في جيبك، ثم حاول العثور على ما تريده دون الاستعانة بالقائمة.
وبعد الانتهاء راجع القائمة التي كتبتها مسبقاً ولأنزعج في حال كان شيء متها ناقصاً لأنك ستنجح بالتذكر مع التكرار، وسيسهم ذلك بمساعدتك على الاسترجاع الجيد للمعلومات دون شك.
-
الاسترخاء قبل الاسترجاع من أحد التدريبات العقلية على الحفظ المتقن :
وهي تقنية تقوم على محاولة الفرد المسن للحفظ المتقن بأقل جهد، حيث يقوم بقراءة ما يود حفظه ويكرره عدد قليل من المرات. ثم يتوقف ويمارس الاسترخاء لفترة تتراوح بين عشر ة وخمسة عشر دقيقة. يتوقف فيها عن التفكير في الأمور المعقدة والابتعاد عن المشتتات.
ثم يحاول بعدها استرجاع المعلومات التي قام بقراتها مسبقاً وقد تبين قوة هذه الطريقة. من خلال العديد من التجارب التي أجريت على فئات مختلفة من الأشخاص لاسيما المسنين فكان لها فاعلية قوية في تقوية الحفظ المتقن لديهم.
-
النوم بعد الحفظ :
قد تبدو تلك الطريقة مستغربة، ولكنها أثبتت فاعليتها الكبيرة من خلال تطبيقها على العديد من الأشخاص الذين طلب منهم حفظ عدد معين من الكلمات.
ثم قاموا بالنوم لمدة تقارب الساعة والنصف، وطلب منهم التذكر بعد الاستيقاظ. لما تم حفظه من كلمات قبل النوم، فكانت قدرتهم على التذكر أكبر والحفظ المتقن أكثر وأسرع من الأشخاص الذين لم يناموا بعد الحفظ للكلمات.
ماهي أفضل الوسائل المقترحة لتدريب العقل عند كبار السن على الحفظ المتقن ؟
اقترح العديد من الأخصائيين والأطباء لاسيما الدكتور علي الربيعي الذي قدم العديد من الدورات التدريبية. لتنمية القوى العقلية وإنعاش العقل وكذلك العديد من الوسائل والأساليب التي من الممكن أن تقدم المساعدة للمسنين في تقوية القدرة على الحفظ لديهم.
الوسائل والأساليب التي تساعد المسنين في تقوية قدرتهم على الحفظ المتقن :
- يقترح الدكتور أن يقوم كبار السن بتمارين للعقل من خلال تنفيذ الألعاب التي تحتاج إلى التفكير وإعمال العقل كالأحاجي والألغاز والكلمات المتقاطعة. ومحاولة تذكر عنصر مفقود وغيرها، مما يساعد المسنين على تنمية القوى العقلية وتنشيط خلايا الدماغ من خلال تحريك الدورة الدموية فيه. وبالتالي مساعدته على الحفظ المتقن لما يريد.
- في حال كان الفرد الكبير في السن قادراً على ممارسة التمارين الرياضية المختلفة. فعليه الإلتزام بنظام رياضي صحي يساعده على تجديد الخلايا الموجودة في الدماغ وبالتالي تنشيط الذاكرة الخاملة ومساعدته على التذكر.
- عند وصول الفرد إلى سن كبيرة، يصبح من الضروري له الانتباه إلى نوعية الأغذية التي يقوم بتناولها. وإدخال عناصر جديدة إلى نظامه الغذائي ترفع نسبة نشاط الدماغ لديه وتحفزه على العمل. كما يتوجب عليه سحب العناصر المضرة والغير مرغوب فيها من غذائه.
- في حال كان الفرد المسن قادراً على الكتابة بشكل مستقل فلا ضير من تخصيص دفتر يخص يومياته، ويدونها بالتفصيل يوماً بعد يوم مما يساعده بشكل كبير على الحفظ المتقن للمعلومات والتخزين واسترجاع ما يريد في الوقت الذي يرغب به.
- في ذلك السياق أيضاً ينبغي أن يعتاد الفرد الكبير في السن على ممارسة القراءة والمطالعة للكتب بشكل منتظم. دون انقطاع فيسهم ذلك في زيادة قدرات العقل وإنعاش قواه الكامنة.
- التقنيات الحديث وأجهزة الكمبيوتر تساعد الفرد المسن على تعلم مهارات جديدة تفتح له آفاق جديدة في دماغه. وتكسبه العديد من المعلومات الجديدة في مواضيع متنوعة مما يساعده على تقوية الحفظ المتقن والاسترجاع لديه.
وفي ختام هذا المقال الذي تناول التدريب العقلي لمساعدة المسنين على الحفظ المتقن. وذكر أبرز الأسباب التي قد تجعل الفرد المسن غير قادر على الحفظ والتذكر، وإيضاح التقنيات المختلفة التي يمكن أن تسهم في تحفيز عمل الدماغ، مع بيان عدة وسائل مقترحة للمساعدة على الحفظ. نود أن يكون هذا المقال قد عاد بالفائدة على من يبحث عن علاج فعال لتنشيط خلايا الدماغ الخاملة، وتنمية القدرات المختلفة للدماغ لاسيما القدرة على الحفظ المتقن للمواضيع المختلفة.