أسهم الدكتور علي الربيعي في مجالات إنعاش العقل والتدريبات العقلية المختلفة، لاسيما في إصداره تقنية الحفظ البصري. حيث أوضح في البداية ماهية الذاكرة البصرية التي تعد أحد أنواع ذاكرة الإنسان والتي تفسر العلاقة بين الإدراكات البصرية والتخزين في العقل. والقدرة على استرجاع المعلومات البصرية المخزنة في الذاكرة.
في حين أن الذاكرة تعتمد على المعلومات طويلة الأمد المحفوظة في الدماغ والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بحركات العين. حيث تمثل العين الوسيلة التي تساعد على نقل الصور والمشاهد المعروضة أمام الإنسان إلى الذاكرة طويلة الأمد، والتي يمكن استرجاع المعلومات منها من خلال التذكر في الوقت الذي يحتاج فيه الإنسان لذلك.
ماهي التدريبات التي اقترحها الدكتور علي الربيعي والتي يشملها الحفظ البصري؟
ينوه الدكتور علي الربيعي إلى ضرورة القيام بتدريبات تعتمد على الحفظ البصري. ويقترح على الأفراد المتدربين عدة أساليب يتم تطبيقها لتقوية الذاكرة، نذكر منها ما يأتي :
-
الحفظ البصري المسرع من خلال وضع برنامج أو خطة محددة :
يهدف الدكتور علي الربيعي من عرضه لهذا التمرين إلى إعداد جدول يهدف إلى تقوية الذاكرة لدى الفرد. ومساعدته على تذكر الأشياء. مثل تعلم مهارات جديدة أو فهم مصطلحات وعبارات جديدة تساهم في تنمية مدارك الإنسان وتقوي ذاكرته.
-
الحفظ البصري برؤية أشياء جديدة :
يرى الدكتور أن استكشاف الفرد لما هو جديد ورؤيته للأمور التي لم يرها من قبل تسهم في تنمية قدرات الذاكرة. وتنمية مخزون المعلومات الموجود في الذاكرة.
ولكي تتوضح نتيجة ذلك الأسلوب ينبغي الاطلاع على تلك الأشياء الجديدة من جميع جوانبها المختلفة ومعرفة كل تفاصيلها بدقة. حيث كل ما ارتفعت نسبة التفاصيل التي يهتم بها الإنسان ويتعرف عليها. كلما كان ذلك مفيداً في تخزين المعلومات في الذاكرة وساهم في رفع قدراتها، وساعد الفرد المتدرب على حفظ المعلومات واسترجاعها في الوقت الذي يحتاج ذلك.
-
الحفظ البصري المسرع من خلال الاحتفاظ بفكرة معينة :
تعتمد هذه الطريقة في الحفظ البصري من خلال الاحتفاظ بفكرة معينة، أي بحفظ الإنسان لفكرة معينة تحوي العديد من الرموز والكلمات الدلالية والمصطلحات. التي تساعده على رفع قدراته وزيادة قدرته على تخزين المعلومات.
-
الحفظ البصري المسرع الذي يعتمد على القيام بأنشطة معينة :
ينصح الدكتور علي الربيعي المتدربين بتنمية قدراتهم من خلال القيام بنشاطات وسلوكيات في حياتهم اليومية. حيث يعمل ذلك على رفع قدرتهم على التذكر، وتنمية مهاراتهم وقدرات ذاكرتهم. كما تساهم في حصولهم على معلومات بصرية جديدة تخزن في الذاكرة وتساعد على التذكر والاسترجاع وقت الحاجة لذلك.
-
تمارين الملاحظة والانتباه التي تندرج تحت إطار الحفظ البصري المسرع للدكتور علي الربيعي :
يقوم هذا التمرين الحصري للدكتور على استخدام تدريبات الملاحظة لتنمية القدرة على التذكر. حيث يقوم الفرد المتدرب بكتابة قائمة من الكلمات والألفاظ المختلفة على ورقة ثم يقوم بعدها بإغلاق تلك الورقة ويبدأ محاولاته في تذكر ما كتب فيها من كلمات. وينبغي على الفرد التركيز والانتباه لكي يستطيع التذكر بصورة أسرع وبدقة أكبر.
ومع تكرار التمرين عدة مرات سيكون الفرد قادراً على تذكر الكلمات بصورة سلسة ودون جهد كبير.
-
تدريبات إيجاد الاختلاف في الصورة :
في هذه التدريبات يقوم الفرد المتدرب بوضع صورتين أو ثلاث صور والنظر إلى جميع تفاصيلهم بدقة وبملاحظة شديدة. ثم يقوم بعدة محاولات لاستخراج الفوارق أو الاختلافات بين الصور.
حتى وإن كانت اختلافات صغيرة وبسيطة ومع الاستمرار في هذا التدريب وتكراره سيكون بمقدور الفرد إيجاد المزيد من الفوارق. ويصبح التمييز بينهم أسلس وأسهل، مما يساعد الفرد على تنمية قدرات التخزين والتذكر والاسترجاع لديه.
-
حفظ بصري من خلال التذكر بالتكرار :
يركز الدكتور علي الربيعي في هذا التمرين على ضرورة تكرار الفرد للكلمات والمفردات لعدد من المرات المتتالية. حيث يساهم ذلك في زيادة قدرته على التذكر.
كما يقوم مروجي الإعلامات والسلع التجارية المختلفة، حيث يقومون بتكرارها لعدد من المرات في اليوم الواحد. مما يجعل لدى الفرد قدرة كبيرة على حفظ الإعلان واسترجاعه من الذاكرة، وذلك لما يسببه التكرار من تنشيط للحفظ البصري الموجود لدى الإنسان.
-
الحفظ البصرية باستخدام الكتابة على الورقة أو تدوين المعلومات :
في ختام هذه التدريبات يأتي تدريب الكتابة حيث يعمل هذا الأسلوب على زيادة احتمالية تذكر الفرد لما تم حفظه. فالكتابة تمكن الفرد المتدرب من تثبيت المعلومات في الذاكرة طويلة الأمد، ويجعل من السهل تذكرها واسترجاعها في وقت الحاجة لذلك.
حفظ القرآن الكريم على طريقة الحفظ البصري للدكتور علي الربيعي :
بيّن الدكتور علي الربيعي خلال عرضه لهذه التدريبات أن الإنسان يملك أعظم النعم وهو العقل. حيث خلقه الله بنظم دقيقة خارقة قادرة على حفظ ملايين المعلومات، كما عمل الدكتور على بيان طرق حفظ القرآن الكريم من خلال التدريبات العقلية التي قام بها.
وقد شرح الدكتور علي الربيعي في دورة إنعاش العقل التي أجراها ضرورة محاربة النسيان وإيجاد الحلول المختلفة للتخلص منه في حال رغب الفرد في حفظ القرآن الكريم، كما يجب على الفرد المتدرب التخلص من التشتت وقلة الانتباه والتركيز لما تسببه من صعوبات كثيرة في الحفظ والتذكر.
وتتناول تدريباته أيضاً القدرات الكبيرة التي يمتلكها الإنسان والتي تمكنه من حفظ كتاب الله خلال فترة وجيزة لا تتجاوز العشرة أيام، في حال استخدم تلك الأساليب التي أسهب الدكتور في شرحها، وقام بعرض الكثير من الحالات لأشخاص استطاعوا حفظ القرآن الكريم في فترة قصيرة جداً من خلال التزامهم بطريقة الدكتور علي الربيعي.
_مراحل حفظ القرآن خلال أيام معدودة على طريقة الدكتور علي الربيعي :
- إجراء فحص للذاكرة يستغرق ما يقارب الست ساعات يخضع لها المتدرب.
- بعد عدة أسابيع من التدريبات التي تتم بالتدريج يكون لدى المتدرب القدرة على حفظ صفحة واحدة بإتقان بنسبة 100% خلال دقيقة واحدة فقط، ولأتقبل نسبة أقل من ذلك خلال التدريب.
- ثم يطلب منه خلال ذلك فقط الحفظ لفترة ثلاث ساعات يومياً، حتى يصل إلى حفظ القرآن الكريم كاملاً بصورة متقنة ودقيقة في فترة وجيزة لا تتجاوز العشرة أيام.
- يتم ذلك بعد كسر المتدرب ل12حاجز من حواجز الحفظ البصري، وكسر 12 حاجز من حواجز الحفظ السمعي، و12 حاجز من مهارت تخص الإنعاش البصري.
بعد هذه التدريبات يصل الفرد إلى مرحلة متقدمة جداً من الحفظ البصري والتذكر ويصبح مؤهل بطريقة احترافية ولامثيل لها في التذكر والحفظ والاسترجاع.
_ميزات الحفظ البصري لدى الدكتور علي الربيعي :
1_ البدء مع المتدرب من الصفر، مهما كان مستواه قبل دخول التدريب.
2_ التدريب على أكثر الأساليب المستخدمة لتقوية الذاكرة وتنشيطها، كي يسهل الفهم والاستيعاب على المتدرب.
3_ يتم تدريب جميع الأفراد المتدربين على الحفظ من القراءة الأولى أو المرة الأولى.
في ختام هذا الحديث المطول عن الحفظ البصري المطروح من قبل الدكتور علي الربيعي، والاطلاع على الأساليب المستخدمة وشرح طريقة حفظ القرآن الكريم باستخدام الحفظ البصري المسرع الذي يتم ضمن عدة خطوات متتالية ومتدرجة، نأمل أن يكون هذا المقال قد عاد عليكم بالفائدة وأجاب عن جميع الأسئلة التي تدور في أذهانكم عن تدريبات الحفظ البصري التي استخدمها الدكتور علي الربيعي.