الكذب الشنيع الدكتور علي الربيعي الكذب هو بداية الخطايا. كما أنه من أقصر السبل إلى النار. كما قال الرسول صل الله عليه وسلم: “وإيّاكم والكذِبَ. فإنّ الكَذِبَ يَهْدِي إلَى الفُجُورِ. وإِنّ الفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النّارِ وَمَا يزَالُ العبْدُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرّى الكَذِبَ حَتّى يُكْتَبَ عِنْدَ الله كَذّابا”. [رواه البخاري ومسلم]. لذلك سوف نتعرف في هذا المقال على الكثير من المعلومات حول الكذب.
الكذب الشنيع الدكتور علي الربيعي
الكذب الشنيع الدكتور علي يعني الإخبار بالشيء على عكس ما هو عليه. وهو من الصفات المذمومة لدى كل العقلاء. حتى إذا لم يسبب ضرر فإنه يجعل صاحبه دائمًا في ريبة وشك ولا يصدق شيئًا. وقال أحد الفلاسفة: (من عرف من نفسه الكذب لم يصدق الصادق فيما يقول) وكذلك من عرف عنه الكذب فإنه لا يصدق في أي شيء أبدًا، ولو مرة صدق. بل إذا سمع الناس عن كذبة وربما قد قالها غيره فإنهم ينسبون الكذبة إليه. والكذب الشنيع هو الكذب على الله ورسوله وهو من أبشع أنواع الكذب التي يمكن أن يقوم بها الإنسان.
الدكتور علي الربيعي يوضح دواعي الكذب وأماراته
يوضح الدكتور علي الربيعي دواع الكذب والأمارات التي تدل عليه. حيث أن معرفة تلك الدواعي والأمارات يساهم في محاولة العلاج. وذلك لأن أول خطوة في علاج أي داء تنحصر في التعرف على العوامل المسببة بالإضافة إلى تحديد أعراضه من أجل القضاء عليها وأيضًا التخلص منه. وقد ذكر الإمام الماوردي هذه الدواعي أو الأسباب فيما يلي:
- اجتلاب النفع بالإضافة إلى استدفاع الضر. حيث يرى الكذاب أن القيام بالكذب أسلم له وأغنم. حيث يرخص لنفسه ذلك استشفاقًا للطمع واغترارًا بالخدع.
- قد يؤثر الشخص الكاذب أن يصبح حديثه مستعذبًا. ويكون كلامه مستظرفًا. فلا يجد حينها صدقًا يعذب أو حديثًا يُستظرف حيث يستحلي الكذب.
- أن يقصد من الكذب التشفي من العدو. فينسب له القبائح ويكذب ويخترع. ويصفه بفضائح.
- أن يألف دواعي الكذب. فيصير الكذب عادةً له وتنقاد نفسه.
- حب التراس ويعني ذلك أن الشخص الكاذب يرى أن له فضلاً ومكانة على المُخبر بما قام بإعلامه. حيث يتشبه بالعالم الفاضل في هذا الأمر.
اقرأ أيضا: دورة المفاتيح العقلية
أمارات الكذب
أما عن أمارات الكذب فيخبرنا الدكتور علي الربيعي بها فيما يلي:
- أنك إذا قمت بتلقينه الكلام تلقنه ولم يكن بين ما قمت بتلقينه (إياه) وبين ما جاء به فرق لديه. أي أنه يقوم بالخلط بين ما قام بسماعه منك وما قام باخترعه من عنده.
- وإذا شككته في الكلام تشكك حتى أنه قد يرجع فيه.
- وإذا رددت القول عليه تجده يرتبك. ولم يكن لديه نصرة قوة ونصرة المحتجين ولا حق الصادقين.
- يظهر عليه أيضًا ريبة الكذابين. ولهذا قال بعض من الحكماء: “الوجوه مرايا. تُريك أسرارَ البرايا”. وفي حال اتسم بالكذب تنسب له شوارد الكذب غير المعروفة (أي الشائعات وكل ما في حُكمها). وأيضًا تضاف إلى أكاذيبه العديد من الزيادات المفتعلة إلى أن يصير ذلك الكاذب أيضًا مكذُوبًا عليه. وبذلك يجمع ما بين معرة الكذب منه وبين مضرة وآفة الكذب عليه.
الدكتور علي الربيعي يذكر أنواع الكذب
يخبرنا الدكتور علي الربيعي بأنواع الكذب فمنه ما يكون بالأقوال. ومنه ما يظهر في الأفعال. ومنه أيضًا ما يكون بالنيات. ونوضحها بالتفصيل فيما يلي:
الدكتور علي الربيعي يوضح نوع الكذب في الأقوال
الكذب في الأقوال يعني الإخبار بخلاف الصدق وعكس الواقع. ولذلك أشكال متعددة حيث تتفاوت بالإثم وفقًا لشكل منها. وأعظمها وأكبرها هو الكذب على الله عز وجل وعلى رسوله. وقال الله سبحانه وتعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً) [الأنعام:21].
ومنها التحليل والتحريم وفقًا للأهواء لا وفقًا للشرع المنزل من الله عز وجل. ولذلك عنف الله الكفار عندما ادعوا أن ما قالوه وشرعوه من أنفسهم ولكنه شرع الله الذي أوحى به سبحانه وتعالى: (وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ) [النحل:116].وأيضًا قال تعالى: (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (الشورى:21).
وقد حذر النبي صل الله عليه وسلم من الكذب عليه وقال: “مَنْ كَذَبَ عَليَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ” [صحيح الجامع الصغير:6519].
الدكتور علي الربيعي يوضح نوع الكذب
ويأتي تاليًا الكذب على المؤمنين. ومنها مثلًا شهادة الزور التي اعتبرها الرسول صل الله عليه وسلم أحد أكبر الكبائر. وكم وجد في ذلك العصر من باع ضميره ودينه وشهد الزور. حيث أضاع حقوق غيره من الناس أو قام برميهم بما ليس بهم وذلك طمعًا في الدنيا أو من أجل الرغبة في الانتقام أو التشف. ومنه أيضًا الكذب في المزاح حتى يضحك الناس. وقد ورد في الحديث: “وَيْلٌ لِلّذِي يُحَدّثُ فَيَكْذِبُ لِيُضْحِكَ بِهِ الْقَوْمَ. وَيْلٌ لَهُ وَيْلٌ لَهُ”. [رواه أحمد وأبو داود والترمذي وحسَّنه].
والمؤمن لا يكون كذابًا حيث لا يجتمع كذب وإيمان. ولذلك لما سئل الرسول صل الله عليه وسلم: “أيكون المؤمن كذابًا؟ قال: لا”. وقد قال صل الله عليه وسلم أنه يمكن أن يكون المؤمن بخيلاً أو جبانًا. لكنه لا يكون كذابًا. وذلك لأن الكذب من علامات النفاق: “آيَةُ المُنافِقِ ثَلاثٌ: إذَا حَدَّثَ كَذَبَ. وَإِذَا وَعَدَ أخْلَفَ وَإِذَا ائْتُمِنَ خانَ”.
والكذب لا يعد من شِيم الأكابر ولكنه يكون من شيم الأصاغر ممن هانوا على أنفسهم وأصبح الكذب عادتهم. وقال الشاعر:
لا يكذب المرء إلا من مهانته…. أو فعله السوء أو من قلة الأدب
لبعض جيفة كلب خير رائحة… من كذبة المرء في جدٍ وفي لعب
وكان الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: “لأن يضعني الصدق -وقَلَّما يضع- أحبَّ إليَّ من أن يرفعني الكذب- وقلَّما يفعل-“.
الدكتور علي الربيعي يوضح الكذب في الأفعال:
يمكن أن يفعل الشخص فعلًا يوهم به الناس حدوث أمر لم يحدث. أو ليعبر به عن أي شيء ولكنه غير موجود. وقد يكون الكذب في الأفعال من أشد أنواع الكذب خطرًا. أو أنه أقوى تأثيرًا من نوع الكذب بالأقوال. على سبيل المثال ما قصه القرآن الكريم من أفعال وأقوال إخوة النبي يوسف عليه السلام.{ وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ }.(وجاؤوا على قميصه بدم كذب).
اقرأ أيضا: التدريبات العقلية للحفظ السريع وانعاش الذاكرة تجربتي فيديو
ثالثًا: الكذب في النيات:
وهو أن يكذب الشخص ولا يقصد في نيته وجه الله عز وجل. وخير دليل عليه هو حديث الثلاثة ممن تُسعَّر النار بهم النار: “الشهيد والمُنْفِقْ والعالِم”. حيث يدعِي كل شخص منهم أنه فعل هذا الأمر لوجه الله عز وجل. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: حدثني رسول الله صل الله عليه وسلم فقال: «إن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضي بينهم وكل أمة جاثية، فأول من يدعو به رجل جمع القرآن ورجل يقتتل في سبيل الله ورجل كثير المال، فيقول الله للقارئ: ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي؟ قال: بلى يا رب، قال: فماذا عملت فيما علمت؟ قال: كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار فيقول الله له: كذبت. وتقول الملائكة: كذبت، ويقول الله: بل أردت أن يقال: إن فلانًا قارئ فقد قيل ذاك…..) وهكذا إلى نهاية الحديث.
إلى هنا نصل إلى نهاية موضوع اليوم عن الكذب الشنيع الدكتور علي الربيعي حيث تم التعرف علـى أنواع الكذب وأشدها. بالإضافة إلى ذلك تم التعرف علـى أسباب ودواعي الكذب. فالكذب يعد رأس الخطايا ويهلك صاحبه لأن كل كذبة ستأتي بكذبة جديدة. وهكذا حتى يصبح كل حديثه كذب. لذلك ينبغي الابتعاد عن جميع أنواع الكذب سواء في الأقوال أو الأفعال أو النيات.