كانت تمارين القراءة البصرية التي تعمل باستخدام حركة العين أحد التدريبات العقلية التي تم اقتراحها من قبل الدكتور علي الربيعي في دورة إنعاش العقل، فقد يتعرض العديد من الأفراد لمجموعة من الضغوطات في حياتهم مما يجعلهم غير قادرين على القيام بمهامهم المختلفة كما يجب.
لذلك اقترح الدكتور علي الربيعي عدد من التدريبات التي يمكن للفرد اتباعها لتقوية الذاكرة وشحذ القوى العقلية بهدف إنجاز ما يرغب الفرد بحفظه فكان أبرز تلك الطرق القراءة البصرية وطريقة التوسع البصري.
ما المقصود بمصطلح القراءة البصرية؟
تعرف القراءة البصرية على أنها وصول الفرد إلى القدرة على المرور بعينيه على النص المكتوب بصورة سريعة، وذلك من خلال مرة واحدة فقط حيث يصبح لديه فكرة سريعة وشاملة عن ذلك النص غير أنها تتلاشى بسرعة، ولكن مع تكرار نظر الفرد لذلك النص مرة ثانية وثالثة فإن تلك الفكرة تتثبّت في الدماغ ويصبح من السهل الاحتفاظ بذلك النص في الدماغ في الذاكرة طويلة الأمد وبالتالي يتوفر إمكانية استرجاع ما حفظه في الوقت الذي يرغب به.
تعتبر تلك التقنية أحد التقنيات التي تم استخدامها كثيراً في مساق حفظ القرآن الكريم حيث أعطت نتائج مبهرة كما ذكر العديد من المتدربين المشاركين في تلك الدورة.
كذلك تحتوي هذه الطريقة على مستويين اثنين يختلف كل مستوى في الصعوبة التي يشملها كل تمرين.
كيف يمكن للفرد القيام بالقراءة البصرية عبر حركة العين فقط؟
يمكن للفرد القيام بتلك القراءة البصرية وتطوير مهاراته المختلفة فيها من خلال عدة تمارين تم اقتراحها من قبل الدكتور علي الربيعي بهدف إيصال الفرد للمرحلة التي يمكنه من خلالها الحفظ السريع المتقن للنص من خلال النظر إلى ذلك النص فقط، نذكر من أبرز تلك التمارين ما يأتي:
تمارين المستوى الأول من القراءة البصرية:
متابعة النقطة بالعين عبر شاشة:
تم اقتراح هذا التمرين بهدف تقوية عضلة العين وتوسيع دائرة أبصارها حيث يتم من خلال ذلك التمرين تهيئة شاشة بيضاء تحوي نقطة متحركة من لون آخر فيها ويقع على الفرد القيام بملاحقة تلك النقطة المتواجدة في تلك الشاشة بكلتا عينيه، يقوم بتكرار ذلك التمرين إلى أن يصل لدرجة إتقان تمكّنه من تتبع تلك النقطة بعينيه بسرعة ودون تعب.
يمكن لذلك التمرين أن يفيد في تعزيز وتحسين القراءة البصرية كما يزيد من تركيز الفرد وبالتالي تقوية الحفظ من خلال حركة العين فقط.
تمرين المربعات الملونة:
يتم هذا التمرين من خلال وجود لوحة تحتوي العديد من المربعات صغيرة الحجم والمتساوية كما أنها ثابتة غير متحركة، ويحوي ضمن تلك اللوحة أيضاً مربعاً متحركاً، تكون مهمة الفرد المتدرب في ذلك التمرين تتبّع ذلك المربع المتحرك بعينيه بهدف توسيع الدائرة البصرية للفرد وتقوية عضلة العين ولا يتم استخدام أي عضو آخر غير العين في تلك التمارين كونها المقصود الوحيد من تلك التدريبات.
تمارين المستوى الثاني من القراءة البصرية:
القراءة البصرية السريعة:
في هذه التمارين يطلب المدرب من المتدربين قراءة نص ما قراءة بصريّة عبر حركة العين فقط ويجب أن يتم ذلك في وقت قصير وبصورة خالية تماماً من الأخطاء أو العثرات ويستمر الفرد بتطبيق ذلك التمرين حتى يصل إلى مستوى يستطيع من خلاله القراءة المتقنة للنص بصورة بصرية فقط أي باستخدام العين والاحتفاظ بما يوحيه من معلومات في الذاكرة طويلة الأمد دون أخطاء أو دون أن يجد أيّة صعوبة أيضاً.
قراءة قصة قصيرة من خلال نصوص قصيرة:
يتم في هذا التمرين عرض قصة كاملة على شاشة ولكن بصورة مجزّئة عبر مجموعة من العبارات التي تشكل في نهايتها قصة ذات معنى، حيث يقع على المتدرب القيام بقراءة بصرية عبر حركة العين فقط ما يظهر أمامه على الشّاشة من نص ومن ثم عليه فهم المعنى من القصة في نهاية تلك النصوص.
ويشترط في تلك النصوص أن تظهر بصورة سريعة دون توقف وأن يقوم الفرد بقراءتها بصورة بصرية بشكل خالي من الأخطاء.
على ماذا تقوم تمارين التوسع البصري التي تقوم عبر حركة العين فقط فيما يخص حفظ كتاب الله؟
تتعلق تمارين القراءة البصرية فيما يخص حفظ القرآن الكريم وفق تلك النقاط الآتية:
_ تتمثّل أهمية تلك الطريقة فيما يخص كتابة الآيات والسّور القرآنية المختلفة.
_ كما يتم ملاحظة شكل الخط وكيفية تشكيل الحروف في القرآن الكريم.
_ حفظ ترتيب السّور القرآنية كما وردت في كتاب الله.
_ الفواصل والنّقاط التي تم استخدامها لفصل الجمل والآيات في القرآن.
_ كل مايتعلق بالقرآن الكريم بشكل عام في كل نواحيه المختلفة من تشكيل وأرقام للآيات والزخرفة القرآنية وكافة تفاصيله الصغيرة.
ما الغاية من تمارين القراءة البصرية التي تتم عبر حركة العين فقط؟
تم تطوير تلك التدريبات العقلية بهدف تحقيق مجموعة من الأهداف التي تصب جميعها في سبيل مساعدة الفرد على تحقيق غاياته المختلفة نذكر منها ما يأتي:
- رفع مستوى قدرات الفرد على التركيز والانتباه.
- توسيع دائرة رؤية الفرد المتدرب وزيادة الأشياء التي يمكنه أن يبصرها معاً.
- تطوير مستوى عمل العين وزيادة حدّتها.
- رفع حدّة البديهة عند الفرد المتدرب.
- تمكين المتدرب من الاحتفاظ بالمعلومات وزيادة قدرته على الحفظ السريع.
- توسيع دائرة الفهم والاستيعاب لدى الفرد المتعلّم.
- تم طرح تمارين التوسع البصري المختلفة وفق مجموعة من البحوث والدراسات المختلفة حيث يتم ذلك وفق العديد من المستويات المتعددة.
- الهدف الأساسي من ذلك التمرين تقوية عضلة العين وزيادة حدتها.
وغير ذلك العديد من تلك الأهداف التي تم وضعها من قبل مجموعة من الأطباء المتخصصين في طرق عمل الذاكرة وآلية تطويرها.
ماهي أبرز مزايا القراءة البصرية عبر حركة العين فقط؟
قام الدكتور الربيعي بذكر العديد من الميزات التي تجعل تمارين القراءة البصرية من أكثر الطرق استخداماً، نظراً لما تقدمه من نتائج مبهرة لاسيما لحفظ القرآن الكريم حيث نذكر تلك الميزات فيما يأتي:
- قدّمت تلك التدريبات تغييراً إيجابياً كبيراً في دماغ الفرد المتدرب.
- أسهمت في رفع قدرات الفرد فيما يخص تخزين المعلومات وتذكرها واسترجاعها من الذّاكرة طويلة الأمد
- قدّمت تمارين القراءة البصرية الحلول لمجموعة من المشاكل التي تتعلق بالنسيان ولمن يعاني من ضعف في الذاكرة.
- القضاء على تشتت الانتباه وضعف التركيز.
- توفير عدة طرق فعالة في الحفظ لطلبة الجامعات والمدارس.
- تمكين الفرد من تخطي العقبات التي قد يتعرض لها المتعلّم في طريق تعلّمه.
- تسريع عملية الحفظ التي يقوم بها المتدرب وبالتالي التقليل من الوقت المستخدم في الحفظ والتذكّر.
- زيادة القدرة على حفظ القرآن الكريم بشكل كامل، وذلك وفقاً لمجموعة من القواعد.
في نهاية هذا المقال. تناولنا الحديث عن القراءة البصرية باستخدام حركة العين فقط من خلال ذكر أبرز التمارين البصرية التي تتوزّع في قسمين مختلفين.
كذلك اوضحنا أبرز المزايا التي تتمتع بها تلك التدريبات إضافة لذكر الأهداف التي يسعى المدربون لتحقيقها من تلك التدريبات.
نأمل أن تكون تلك المعلومات المذكورة قد ساهمت في تكوين فكرة واسعة لديك عن كل ما يخص القراءة البصرية.