آفة الكذب الدكتور علي الربيعي يعد الكذب من الصفات السيئة التي يمكن أن يتصف بها أي شخص. حيث رفضته جميع الأديان السماوية. وذلك لعواقبه السيئة في الدنيا والأخرة. لذلك سوف نتعرف في هذا المقال على تعريف الكذب اصطلاحًا ولغةً. بالإضافة إلى آراء العلماء وفقهاء الأمة الإسلامية في آفة الكذب تلك الصفة المذمومة التي يعاني منها الكثير من الناس.
آفة الكذب الدكتور علي الربيعي
يحرص الدكتور علي الربيعي على التحدث عن الأخلاق الحميدة وأيضًا الصفات المذمومة لكي يتجنبها الناس بعد معرفة عواقبها سواء للشخص أو على الآخرين من حوله. ويؤكد الدكتور علي الربيعي على بشاعة آفة الكذب وأضرارها ويحث على ترك ذلك الخلق المذموم. وفي السطور التالية سوف يتم توضيح تعريف الكذب اصطلاحًا ولغةً.
الكَذِب هو نقيض وعكس صفة الصدق من (كَذَبَ يَكْذِبُ كَذِبًا وكِذْبًا). ومن كَاذِب وصفة كَذَّاب وكَذُوب إذ يقال: كذَّبت الرجل ويعني ذلك نسبته إلى الكذب. وأكْذَبتُه حينما أخبرت أن ما يتحدث به الشخص كذب.
وكذلك وضح الدكتور علي الربيعي تعريف الكذب اصطلاحًا بأنه الإخبار بأمر أو بالشيء على عكس واقع الأمر سواء كان ذلك خطئًا أو عمدًا. ويرجع ذلك لقول الإمام النووي رحمه الله: (الإخبار عن الشيء على خلاف ما هو. عمدًا كان أو سهوًا سواء كان الإخبار عن ماض أو مستقبل).
اقرأ أيضا:
الدكتور علي الربيعي يوضح حكمه
يخبرنا الدكتور علي الربيعي أن الكذب خلق مذموم ومن الأمور غير الجائزة سواء عند المزاح أو الجد. وأضاف الدكتور علي الربيعي أنه خلق مذموم يترتب عليه العديد من العواقب التي لا تحمد. ولكن هناك حالات معينة يجوز فيها الكذب. وتجدر الإشارة إلى أنه إذا ترتب على الكذب أضرار أو فساد وقتها يعظم إثمه. ويضيف الدكتور علي الربيعي قائلًا أن الاعتياد على الكذب يعد واحد من أكبر الكبائر. وفيما يلي أراء بعض العلماء والفقهاء في حكم الكذب:
يوضح الدكتور علي الربيعي رأي الإمام النووي:
(قد تظاهرتْ نصوصُ الكتاب والسنة على تحريم الكذب في الجملة. وهو من قبائح الذنوب وفواحش العيوب. وإجماعُ الأمة منعقدٌ على تحريمه مع النصوص المتظاهرة. فلا ضرورة إلى نقل أفرادها. وإنما المهمُّ بيان ما يستثنى منه. والتنبيه على دقائقه).
وقد أضاف الإمام قائلًا: (وقد ضبط العلماءُ ما يُباح منه. وأحسنُ ما رأيتُه في ضبطه. ما ذكرَه الإِمامُ أبو حامد الغزالي فقال: الكلامُ وسيلةٌ إلى المقاصد. فكلُّ مقصودٍ محمودٍ يُمكن التوصلُ إليه بالصدق والكذب جميعًا. فالكذبُ فيه حرامٌ. لعدم الحاجة إليه. وإن أمكنَ التوصل إليه بالكذب. ولم يمكن بالصدق فالكذبُ فيه مباحٌ إن كان تحصيل ذلك المقصود مباحًا. وواجبٌ إن كان المقصود واجبًا فإذا اختفى مسلم من ظالم وسأل عنه. وجبَ الكذبُ بإخفائه. وكذا لو كان عندَه أو عندَ غيره وديعة).
(وسأل عنها ظالمٌ يُريدُ أخذَها وجبَ عليه الكذب بإخفائها حتى لو أخبرَه بوديعةٍ عندَه فأخذَها الظالم قهرًا وجبَ ضمانُها على المودع المخبر. ولو استحلفَه عليها لزمَه أن يَحلفَ ويورِّي في يمينه فإن حلفَ ولم يورِّ حنثَ على الأصحِّ وقيل: لا يحنثُ. وكذلك لو كان مقصودُ حَرْبٍ. أو إصلاحِ ذاتِ البين. أو استمالة قلب المجني عليه في العفو عن الجناية لا يحصل إلا بكذب. فالكذبُ ليس بحرام. وهذا إذا لم يحصل الغرضُ إلا بالكذب. والاحتياطُ في هذا كلِّه أن يورِّي. ومعنى التورية أن يقصدَ بعبارته مقصودًا صحيحًا ليس هو كاذبًا بالنسبة إليه. وإن كان كاذبًا في ظاهر اللفظ. ولو لم يقصد هذا. بل أطلق عبارةَ الكذب فليس بحرام في هذا الموضع).
يوضح الدكتور علي الربيعي رأي الإمام الغزالي
قال الإمام أبو حامد الغزالي(كذلك كلُّ ما ارتبط به غرضٌ مقصودٌ صحيح له أو لغيره. فالذي له مثل أن يأخذَه ظالم ويسألَه عن ماله ليأخذَه فله أن ينكرَه. أو يسألَه السلطانُ عن فاحشةٍ بينَه وبينَ الله تعالى ارتكبَها فله أن ينكرَها ويقول: ما زنيتُ. أو ما شربتُ مثلًا. ولقد اشتهرتِ الأحاديث بتلقين الأشخاص الذين أقرُّوا بالحدود الرجوع عن الإِقرار. وأما غرضُ غيره فمثل أن يُسأَل عن سرِّ أخيه فينكرَهُ ونحو ذلك. وينبغي أن يُقابِلَ بين مَفسدةِ الكذب والمفسدةِ المترتبة على الصدق. فإن كانت المفسدةُ في الصدق أشدَّ ضررًا فله الكذبُ وإن كان عكسُه أو شكَّ حَرُم عليه الكذب ومتى جازَ الكذب فإن كان المبيحُ غرضًا يتعلَّق بنفسه فيستحبُّ أن لا يكذبَ ومتى كان متعلقًا بغيره. لم تجزِ المسامحةُ بحقِّ غيره والحزمُ تركه في كلِّ موضعٍ أُبيحَ إلا إذا كان واجبًا).
اقرأ أيضا: تجربتي مع حفظ القران في 15 يوما فقط
الدكتور علي الربيعي يجيب عن تساؤل متى يباح الكذب
يجيب الدكتور علي الربيعي عن تساؤل متى يباح الكذب. لأن هناك بعض الحالات التي يصبح الكذب فيها مباح ومنها ما يلي:
- يباح الكذب في حالة الحرب. لأننا نعلم أن الحرب خدعة تستلزم في مقتضياتها التمويه بالإضافة إلى خداع الأعداء. وأيضًا إيهام الأعداء بأمور وأشياء قد لا تكون موجودة. مع استخدام وسائل وأساليب الحرب النفسية إن أمكن ذلك ولكن يتم تنفيذ ذلك بصورة ذكية ومنظمة.
- كما يباح الكذب من أجل الصلح ما بين الأشخاص المتخاصمين. فقد يستلزم الكذب في بعض الأحيان عند محاولة المصلح القيام بتبرير أعمال كافة أطراف الخصام. بالإضافة إلى أقوالهم بصورة تحقق التقارب إلى جانب إزالة مسببات الشقاق. وأحيانًا يمكن أن يقوم المصلح بنسب إلى كل طرف من أطراف الخصام الأقوال الطيبة الحسنة. والتي لم يتحدث بها في حق صاحبه مطلقًا. بالإضافة إلى نفي عنه أيضًا الأحاديث والأقوال التي يمكن أن تعيق عملية الصلح. والتي من شأنها زيادة الخلاف والخصام.
- ويباح الكذب كذلك في الحياة الزوجية لأنه قد يحتاج الأمر إلى قيام الزوجة بالكذب في بعض الأحيان على زوجها. أو يقوم الزوج أيضًا بالكذب على امرأته. حيث يقوم كلا الزوجين بإخفاء بعض الأمور على بعضهما. وذلك لأن تلك الأمور قد خلق بينهما الزعل والخصام. وما يثير الشك في الصدور. أو ما يسبب النفور بينهما. أو ما يؤدي إلى الفتن والنزاع والشقاق بين كلا الزوجين. كما يجوز أن يخبر كلًا منهما الآخر الكلام الطيب ومعسول الكلام.
حيث يعمل ذلك على زيادة الحب حيث تسر النفس بالكلام الطيب. مما يؤدي إلى جمال وحسن الحياة بينهما حتى إذا كان الحديث كذبًا. ومن الجدير بالذكر أن ذلك الرباط المقدس والميثاق الغليظ يحتاج إلى أن يهتم به كثيرًا. وأن يبذل في سبيل نجاحه الجهد الكافي. لكي يظل جميلًا وقويًا.
الخاتمة
إلى هنا نصل إلى نهاية موضوع اليوم عن آفة الكذب الدكتور علي الربيعي حيث تم توضيح تعريف الكذب لغةً واصطلاحًا. بالإضافة إلى أهم أراء العلماء وأشهرها في موضوع الكذب. وأيضًا تطرق المقال إلى ذكر الحالات التي يباح الكذب فيها. وأخيرًا أنصح بالتحلي بالصدق في كل أمور حياتك عملًا بقول النبي صل الله عليه وسلم: عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -صلَّ الله عليه وسلَّم- قال: “علَيْكُم بالصِّدْقِ. فإنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إلى البِرِّ. وإنَّ البِرَّ يَهْدِي إلى الجَنَّةِ. وما يَزالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ ويَتَحَرَّى الصِّدْقَ حتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا. وإيَّاكُمْ والْكَذِبَ فإنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إلى الفُجُورِ. وإنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إلى النَّارِ. وما يَزالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ ويَتَحَرَّى الكَذِبَ حتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذّابًا”.